CHAIRMAN: DR. KHALID BIN THANI AL THANI
EDITOR-IN-CHIEF: DR. KHALID MUBARAK AL-SHAFI

Views /Editor-in-Chief

صخرة الحصار تحطمت أمام مبادئ قطر في الحفاظ على السيادة وحرية التعبير

Dr. Khalid Al-Shafi

01 Aug 2017

بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير

تتكرر اجتماعات دول الحصار لاتخاذ أي قرارات تسئ لدولة قطر . إلا أن هذه الدول ومع مرور الوقت أصبحت تجعل من نفسها أضحوكة أمام المجتمع الدولي بسبب ما دأبت عليه من اتهامات متكررة لقطر.

وما حاولت فعله مؤخراً هو الحفاظ على ماء وجهها بعد أن أجبرت على التوقف والتردد تحت الضغوط الدولية المختلفة . فالعالم لم يعد يرى أي مبرر أو مسوغ قانوني أو أدبي لهذا الحصار الجائر الذي تفرضه هذه الدول على قطر ، سوى دوافع الغيرة والحسد والمنافسة غير الشريفة ، والسعي للسيطرة على القرار السيادي القطري.

كل هذه الأسباب تضع هذه الدول في امتحان صعب أمام ما يعتريها من انتقادات دولية دفعتها للتراجع عن ادعاءاتها الثلاثة عشر وتضمينها في ستة مبادئ حيث إن الادعاءات الثلاثة عشر لم تعد مقنعة حتى لأقرب المقربين لدول الحصار، بل على العكس من ذلك فقد تم النظر إليها على أنها تدخل سافر في السيادة والقرارات الوطنية القطرية.

ودولة قطر قد أكدت أكثر من مرة ومنذ بداية الأزمة ترحيبها بالحوار البناء والهادف إلى إزالة الأسباب التي سعت هذه الدول إلى تسويقها لفرض الحصار على قطر. هذا مع التأكيد على أن دولة قطر رفضت وترفض أي قرار يضعها تحت الوصاية لدولة أو دول أخرى . وكان لخطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى - حفظه الله ورعاه- صدى كبير لهذه المبادئ القطرية للحوار، حيث أكد سموه في خطاب الكرامة «إن أي حل للأزمة يجب أن يقوم على مبدأين؛ أولاً: أن يكون الحل في إطار احترام سيادة كل دولة وإرادتها. وثانياً: ألا يوضع في صيغة إملاءات من طرف على طرف، بل كتعهدات متبادلة والتزامات مشتركة ملزمة للجميع». وبهذا شدد سموه على مبدأين؛ مبدأ سيادة الدول وإرادتها المستقلة، ومبدأ حرية التعبير والحق في الوصول إلى المعلومة.

وهنا جاء ما يسمى باجتماع المنامة الذي لم يقدم أي جديد سوى المزيد من الارتباك وعدم الثقة وعدم القدرة على إقناع الحضور، فضلا عن الخلافات التي بدت على وجوه الوزراء وردودهم غير المنطقية. لقد كشف اجتماع المنامة حالة التشظي والاختلافات وضعف منطق دول الحصار وضياع بوصلة مواقفها ... وجاء اجتماع المنامة مكملا لرحلة التراجع المستمر لدول الحصار وفشلها في تقديم دليل واحد يدين قطر مما جعلها تعتمد بالكامل على فبركة الأخبار وتلفيق الآراء وصناعة الاتهامات ، وجميع هذه المحاولات لم تجد أذناً صاغية فبات البيت الخليجي أكثر قرباً من قطر ، وأقرب إيماناً بقضيتها وأبعد ما يكون عن الاتهامات الجائرة التي تطلقها دول الحصار.

 

وبالنظر إلى آراء الشعوب وما يرد على شبكات التواصل الاجتماعي نجد أن الرأي العام يساند قطر في مواقفها بل يدعو صراحة إلى إدانة الحصار ورفعه، وذهب آخرون إلى ضرورة محاسبة دول الحصار لخرقها للقوانين الدولية . ويعضد هذا الاتجاه التأييد الواضح من المنظمات الدولية لقطر وكان آخر الصفعات التي تلقتها دول الحصار موقف المنظمة العالمية للطيران المدني والتي دعت دول الحصار صراحة إلى احترام القانون مما يعني تبرم المنظمة من إغلاق الأجواء وما يترتب عليه من خرق فاضح للقانون الدولي.
وأخيراً نؤكد أنه لا يمكن القفز فوق الحقائق ولا بد من النزول عند رغبة المجتمع الدولي والدخول في مفاوضات جادة وصادقة ومبنية على أسس الأخوة الخليجية بعيداً عن الغطرسة والسلوك الصبياني والقرارات غير المدروسة.

ودولة قطر في جميع الأحوال لم تتأثر ولن تتأثر، وستبقى رمزاً للسلام والتعايش والتسامح والأخوة والعطاء والخير في المنطقة رغماً عن أنف الحاقدين والكايدين.