Dr. Khalid Al-Shafi
بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير
لم تثني محاولات دول الحصار قطر الخير على المضي قدماً نحو النجاحات المتتالية وفي جميع الصعد عالمياً، ما ان تنتهي مناسبة دولية او اقليمية الا وترى اسم قطر يرفرف عالياً ويضع بصماته في كل الأروقة الدولية المختلفة.
ان السياسة القطرية التي ازعجت البعض ما زالت تدلي بدلوها في القرارات الدولية وتحرج الدول الكبيرة بمواقفها البناءة في الأزمات العالمية خاصةً تلك التي تتمخض عنها كوارث ودمار تؤثر على المجتمع والحياة بشكل عام بغض النظر عن مكان حدوثها.
زيارات سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه إلى عدد من الدول في امريكا الجنوبية لهو اكبر دليل للنظرة المستقبلية ومد الجسور لعلاقات دولية اقوى من ذي قبل. ربما يتحدث بعض المغرضين ان هناك انكماش في المواقف القطرية دوليا بعد الحصار، اعتقد بأننا لسنا على عجلة من امرنا في الرد عليهم، ان الانجازات والتفوقات القطرية دوليا اكبر دليل للرد على مثل هؤلاء، فلابد ان ننظر الى الامور من زاوية المصلحة العامة وليست المصلحة الشخصية.
ان المنطقة مقبلة على تحديات كبيرة لن تقف على أهواء البعض، بل نقول هنا ان مستقبل المنطقة بيد أهلها، ولا ينبغي أن تفسر نظرتنا للمستقبل بأننا نستجدي دول الحصار لكي ترفع حصارها، ولكن كما قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري ردا على تصريحات السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي حينما قال ان الازمة مع قطر ربما تستمر عشرات السنوات، قال أن قطر يمكنها الاستمرار على هذا الوضع الى الابد، ولكننا لا ننظر الى المناكفات بل الى مستقبل المنطقة وما يحاك لها.
لا نقول ان النجاحات القطرية اتت من فراغ وإنما برؤية واضحة للاهداف المرسومة وتوجيهات مباشرة من قبل قيادتنا الرشيدة بقيادة سمو الأمير تميم بن حمد، ولهذا لا يمكن النظر الى النجاحات بمعزل عن المكاسب التي تحققت من خلال هذه الرؤية الثاقبة. حيث أصبحت قطر تعتمد على نفسها في كثير من الامور والامكانيات الذاتية، ورفعت عن نفسها الحرج في تحركاتها الدولية بعد ان كانت المجاملات السياسية لبعض دول الخليج تكبلها، وقد أثبتت قطر مكانتها في المحافل الدولية بإبداعاتها المبتكرة وقدرات شبابها الكفؤ.
قطر اليوم أصبحت رقم صعب لا يمكن تجاوزه، واصبحنا لا ننظر الى ما قبل 5 يونيو، ومع مرور الوقت نستفيد الكثير والكثير، بروح يلفها التفاؤل والتسامح والحب والوفاء والولاء بين الشعب والقيادة.