Dr. Khalid Al-Shafi
بقلم: د. خالد آل شافي
القى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه خطابا مميزا كعادته بمناسبة افتتاح الانعقاد العادي لمجلس الشورى تناول فيه عدد من القضايا المحلية والدولية وقد حاز الجانب الاقتصادي الأولوية في سلم القضايا، حيث أكد سمو الأمير على الثقة الكبيرة في الاقتصاد القطري ومتانته في مواجهات الصعاب والتحديات
وقد ركز سمو الأمير على عدد من الأرقام والاحصائيات المهمة التي تبرهن على النمو المضطرد في اقتصادنا الوطني والقفزات الكبيرة التي تشيد بها المنظمات الاقتصادية الدولية، اذ أشار سموه بنمو الاقتصاد خلال العام 2023 بنسبة 2.1% ومن المتوقع ان يرتفع بحلول نهاية العام الحالي الى 2% وذلك وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي، بالإضافة الى انخفاض التضخم من 5% وصولا 1.4% وخصم مستوى الدين العام من نسبة 73% الى ما دون 44% بنهاية العام 2023 ، مؤكدا سموه على ان ذلك ناجم عن نجاح السياسة التي طبقتها الدولة في معالجتها للجوانب الاقتصادية
ثم عرج سموه الى الثوابت الرئيسية التي تعكس انتمائنا الخليجي والإسلامي في سياستنا الخارجية والتي ترتكز على الواقعية السياسية ودعم الحلول السياسية وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والحوار، وصولا الى موقف قطر الثابت من القضية الفلسطينية والتي لا يخلوا خطاب لسمو الأمير المفدى الا وتكون فلسطين حاضرة وبقوة
وأخيرا وليس آخرا تحدث سمو الأمير عن تعزيز الإنتاج المحلي والفرص المتاحة امام القطاع الخاص مشددا على التوجيه بأن لا تقل نسبة النمو سنويا عن 10% من قيمة المحتوى المحلي ، بالإضافة الى الحديث بشكل مباشر عن الدستور وإمكانية تعديل بعض مواده لان الأساس هو الوحدة والتماسك الوطني
عندما دعا سمو الأمير الى انتخابات مجلس الشورى على الرغم من تحفظ العديد من المواطنين المخلصين، كان يرى انها تجربة لابد من تطبيقها ومن ثم نراجعها ونقيمها ونستخلص النتائج منها وفقا لتماسكنا ووحدتنا
خطاب حمل الكثير وأجاب على الكثير، صريح وشفاف في طرحه وقريب لأبناء وطنه، فضل سموه تأكيد اللحمة والوحدة الوطنية على كل الاعتبارات الأخرى، مؤكدا على ان علاقة الشعب بالحكم في قطر هي علاقة أهلية مباشرة، وكل القرارات والتعديلات المطروحة تصب في صالح بناء الوطن ومستقبل ابناءه وتساويهم في الحقوق والواجبات، فنحن في قطر نسيج واحد وقبيلة واحدة ومجتمع واحد يجمعنا ارث الماضي وفكر الحاضر وإشراقة المستقبل
لقد دفعت قيادتنا الرشيدة نحو العمل والتكامل لزيادة اللحمة والوحدة الوطنية، فإلى العمل الدؤوب الذي تشع من خلاله بلادنا امام العالم تحضرا وتطورا ونموا ونجاحا، سيرى بلادي نحو آفاق جديدة ومستقبل حافل بالإنجازات