Dr. Khalid Al-Shafi
بقلم د. خالد آل شافي - رئيس التحرير
كان ومازال الحوار البناء الاساس والخيار لأي مصالحة بين دولة قطر ودول الحصار وذلك منذ قرصنة موقع وكالة الانباء القطرية وفبركة اخبار نسبت زورا وبهتانا لسمو الامير، وبعد ذلك الحصار الجائر على قطر الخير والعز والعطاء ، لم يتغير الموقف القطري بشأن الجلوس لطاولة المفاوضات وطرح جميع الاختلافات للمناقشة وإيجاد الحلول المناسبة لجميع الاطراف .
ولكن ومع الاسف الشديد أتبعت دول الحصار ومنذ الوهلة الاولى أسلوب الادعاء والفبركة الاعلامية حول موقف قطر ودعمها للإرهاب بالاضافة الى التهم الاخرى والتي لم تخرج على السطح خلال اجتماعات القمم لدول الخليج او الاجتماعات العادية لوزراء الخارجية الخليجيين، وهذا إن ندل فإنما يدل على النوايا المبيته منذ فتره وليست وليدة اليوم . وهنا لانريد أن نتحدث عن مواقف في الذاكرة اعتبارا من تدخل 1996 لتغيير النظام بدولة قطر ومشكلة الحدود وغيرها فهذه مواقف يعلمها الجميع وباقية في عقول القطريين .
وللعودة الى ما أشار اليه عدد من مسؤولي دول الحصار على أنهم صبروا على دولة قطر اكثر من عشرين عاما ومنهم من قال اكثر من واحد وعشرين. المصدر واحد ولكن العملية الحسابية تختلف في بعض الاحيان ، وهذا يؤكد ما قلناه سابقا ونؤكد عليه مرارا وتكرارا بأن قطر كانت مستهدفة منذ فترة .
ولعل الانتصارات القطرية دوليا وما تتمتع به دولة قطر من مكانة على الساحة العالمية خلق نوعا من الغيرة والحسد لدى دول الحصار والتي قامت بدورها بفرض الحصار الجائر على شعب قطر ايمانا منها بأن ذلك سيدفع القيادة القطرية للتنازل عن السيادة الوطنية وتسليمها الى دول الحصار لكي تدير الامور كيف ما تريد ووفقا لرغباتها الخاصة. ولكن حدث ما لم يكن في حسبان دول الحصار ، حيث أثبت الحصار تلاحم الشعب القطري مع قائده تميم المجد ووقوفه صفا واحدا خلف قيادته وضد الخنوع والتنازل ، رافضا الاملاءات المشروطة والادعاءات الكاذبة والمفبركة . وأصبح المجتمع في قطر يعي الاخطار المحدقة به من قبل دول كان تعتبرها أشقاء مع الاسف الشديد .
وهناك تكمن القضية برمتها وهي التأكيد على صلابة الموقف القطري الداعي الى الحوار الهادف الى مصالحة كاملة للجميع تأخذ في الحسبان المصلحة العامة لجميع الدول دون مواربة وتجني على احد. وقد أثبتت الايام أن الموقف القطري يزداد قوة وثباتا ودعما كبيرا محليا واقليميا ودوليا . وفي الجانب الآخر تفقد دول الحصار قيمتها الدولية ومكانتها الاقليمية نظرا للغطرسة غير المبررة والتي تهدف الى السيطرة على ما لا تملك ، إننا نعيش في عالم يعتمد على البراهين والادلة ، اما ما يتعلق بالإدعاءات فليس لها مكان سوى في عقول من اصطنعها ونفخ فيها .
نؤكد على صلابة الموقف القطري المتوشح بين قيادة وشعب والذي أعاد رسم البوصلة للمنطقة وان الدول ليست بمساحاتها وإنما بإنجازاتها ونجاحاتها على المستوى المحلي والدولي على قدم وساق. الى الامام قطر الخير والعز بقيادة سيدي سمو الامير تميم المجد . عاشت قطر حرة أبية تسمو بروح الاوفياء .