Dr. Khalid Al-Shafi
بقلم:د. خالد آل شافي
مما لا شك فيه أن قيادتنا الرشيدة أولت جامعة قطر اهتماماً كبيراً لتتبوأ مكانة مرموقة ومركزاً متقدماً بين جامعات دول العالم. ومن البديهي أن تعتمد أي جامعة على عدد من الركائز لتنال التميز والأسبقية بين الجامعات، وجامعتنا الوطنية ليست بمعزل عن ذلك، فهي تعتمد في إستراتيجيتها على عدد من القطاعات التي أثبتت تطورها وتفوقها بين نظيراتها إقليمياً ودولياً
فجامعة قطر تضع في سلم أولوياتها قطاعات البحث العلمي، والقطاع الصحي، وقطاع شؤون الطلاب، وأخيراً وليس آخراً القطاع الأكاديمي. وقد حصلت جامعتنا الوطنية على مراكز متقدمة خلال السنوات الأخيرة بفضل قطاع البحث العلمي، الذي يحفز الهيئة الأكاديمية وفرق البحث العلمي المختلفة بالجامعة على مواكبة التطور واستخدام أحدث المبتكرات في سبيل ذلك
وكان لقطاع العلوم الطبية والصحية دور كبير في ترسيخ مكانة جامعة قطر على اعتبار أنها تجمع أهم التخصصات العلمية، وهذا لم يكن ممكناً لولا الدعم المباشر من مجلس الأمناء الموقر برئاسة وتوجيه سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير ورئيس مجلس الأمناء حفظه الله ورعاه، وهو ما أعطى دفعة قوية نحو التنوع في التعليم الجامعي. وأصبحت التخصصات الطبية تحظى بإقبال كبير من الطلبة القطريين الذين تخرج عدد منهم في هذه التخصصات، وما زال القطاع يجتذب الطلاب، وينال الدعم من قبل الجهات ذات الصلة في الدولة
وكان لشؤون الطلاب والمتابعات المتواصلة من قبل القائمين عليها، أثر كبير في نفوس أبنائنا الطلبة وغرس مفاهيم الانتماء للوطن من خلال شد الهمم للحاق بالركب لخدمة بلادنا من أي موقع وأي مكان
وبالنظر إلى أن العملية التعليمية برمتها لا يمكن أن تستقيم وتنجح وتتطور دون الاختيار الصحيح للهيئة التدريسية التي تقوم عليها الجامعة بشكل أساسي... لذا فإن القطاع الأكاديمي يتحمل الكثير من المسؤوليات والمهام الجسام التي قد تتأخر أحياناً، ولكن قناعتنا هي أن المسؤولين عن هذا الجانب لديهم الحس والشعور الوطني اللذين يفترض أن يكونا الدافع الوحيد الذي يحرك كل المسؤولين بجامعة قطر، سابقين أو حاليين... ومن هذا المنطلق وعلى اعتبار أنني أستاذ مساعد « منتدب» بقسم الإعلام منذ ما يقرب من 9 سنوات متواصلة يمكنني التأكيد بأنني لامست هذا الشعور خلال لقاءاتي المتعددة مع مختلف المسؤولين في الماضي والحاضر... وإنني على يقين بأن الجامعة لن تتقدم وترتقي وتنافس إلا باختيار الكفاءات المتخصصة التي بفضل معارفها وخبراتها، ستتمكن جامعة قطر من بلوغ أهدافها المرجوة وتحقيق الرسالة المنوطة بها
ومن هنا نقول لجميع المسؤولين، بدءاً من عميد القطاع، مروراً بعميد الكلية والنائب الأكاديمي، ووصولاً إلى المسؤول الأول بالجامعة.. عفواً، فالجودة الأكاديمية على المحك، والمخرجات أمام تحديات.. والتأخير في القرارات التي تصب فيها ليست في مصلحة هذا الصرح العلمي ولا في مصلحة هذا الإرث الكبير، الذي تضع الدولة فيه آمالها وطموحاتها لمستقبل قطر وأجيالها
إن جامعتنا الوطنية تحتاج من الجميع مسؤولين وأكاديميين وطلبة، العمل بروح الفريق الواحد تحت شعار واحد فقط، قطر أولاً وأخيراً، حتى نسير على درب الطموح الذي تسعى له قيادتنا. فقائدنا وأميرنا تميم بن حمد حفظه الله ورعاه، دائماً ما يضع نصب عينيه تميز مؤسساتنا، ويحرص على أن تنال المراكز المتقدمة، فليكن هذا هو الهدف المنشود وإلى الأمام دائماً بيتنا الكبير، جامعة قطر
إن ثقتنا في القائمين على جامعة قطر الذين نفتخر بهم ثابتة، لكن غيرتنا على جامعتنا هي التي تحرك فينا الشعور بالمسؤولية تجاهها، وعليه كتبنا وسنعيد ونواصل الكتابة عن جامعتنا، أياً كانت الموضوعات. فليس بالضرورة أن تكون كل كلماتنا إشادة ومدحاً، فلربما نتناول بعض جوانب القصور التي تلوح في الأفق، وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي)، فالعمل الناجح قد ترفقه مكامن قصور، وسنظل على ثقة بأن حب قطر ومصلحتها هو ما يحركنا جميعاً. ولتكن كلماتنا بلسماً ودافعاً لمزيد من الحرص والعطاء ومزيداً من التقدم والنجاح
* المقال القادم: (جامعة قطر والتقطير)